منذ فجر التّاريخ ودولة الإمارات أرض التّنوع والتّعايش وقبول الآخر

امتزج تاريخ الدين البهائي بالمنطقة العربية منذ بزوغ شمسه الأولى، وبالتالي ارتبطت مدن عربية عديدة بتاريخ نشأة الدين البهائي ارتباطًا وثيقًا، أهمها بغداد، والتي فيها أعلن حضرة بهاء الله دعوته في عام 1863م. قبل ذلك، في عام 1260هـ الموافق 1844م، تشرفت مياه وشواطئ خليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر بقدوم حضرة الباب، المبشر بظهور حضرة بهاء الله، في رحلة حجه إلى مكة المكرمة ذهابًا وإيابًا. 

وكما هو الحال في منطقة الخليج، استمر تواجد البهائيين في أرض الإمارات الحبيبة منذ عقودٍ طويلةٍ قبل قيام الاتحاد. وساهم الترابط الاجتماعي بين الأهالي، وروح المودة التي تميز بها سكان الإمارات، على احتضان جميع الجنسيات والتعايش مع مختلف الثقافات والأديان بروح المودة والألفة. وبجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – في لمّ الشمل وتعزيز أواصر الوحدة والوفاق، تأسست دولة الاتحاد، دولة الإمارات العربية المتحدة.

واستمرت الرغبة في توفير حياةٍ كريمةٍ للجميع جزءًا من الموروث الخالد الذي توارثه حكام الإمارات عن زايد الخير والعطاء. ولأن البهائيين في الإمارات لا يرون أنفسهم جزءًا منفصلًا عن مجتمعهم، بل هم أبناء هذا المجتمع وجزءٌ لا يتجزأ من نسيجه، ظلوا يتكاتفون مع كافة أبناء المجتمع من أجل بناء الوطن في كافة المجالات التربوية والطبية والاقتصادية والزراعية والتجارية وغيرها، كما شهد لهم الكثيرون.